البساط: تطوير الذات

تطوير الذات

تمر بنا نفس الأيام نفس الأسابيع ...نفس الشهور وربما نفس السنين ولم يتغير شيء في حياتنا 
بالطبع إن سلوكاتنا وأفعالنا اليومية قد تكون المسؤولة عن هذا التغير 
فالروتين ربما هو مرض خفي قد ينال من بعض الناس بشكل غير مباشر ..مع توالي الأيام 
فهو ذاك العمل المعتاد الذي نجبر أو لا نجبر على تكراره يوميا وقد يؤدي هذا إلى حالة من الملل الذي يرافقه فراغ قاتل 
وإذابحثنا في هذه الحياة الواسعة الأقطاب سنرى أننا سنقضي على هذا المفهوم بجهد وتفكير قليلين 
ومعه سَيُقضى على الفراغ ومعه سيحافظ على الصحة وطبعا الإستغلال الأمثل للعقل 
أليس الفراغ ما قال عنه الحبيب عليه الصلاة والسلام "" نعمتان مغبون فيهما الكثير من الناس الصحة والفراغ ""|رواه البخاري|
لو رسخنا داخلنا وفي عقلنا الباطن إستراتيجية نبتغي من وراءها التسيير الأمثل للوقت والعمل مع نيل رضى الله عز وجل
مثلا- الحديث التالي ""
عن
 أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (( من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك "" 
|رواه البخاري|
لو تمعنا في الحديث الصحيح وجعلنا من قول هذه العبارة الخاصة بوحدانية الله روتينا هل سنمل وهل سيقضي علينا الفراغ 
ليس بالضرورة أن يستجيب عقلك الباطن لمئة من لا إلـه إلا الله مرة واحدة بل غير من هذا النسق لما لا تجعلها عشرا عند خروجك من البيت وذهابك للمسجد وعشرا عند ذهابك للدراسة وعشرا عند التسوق وعشرا عند عودتك وهكذا دواليك 
حقيقة سترتاح نفسيا لأنك أنجزت فعلا لو قمت به دفعة واحدة لا نتابك نوع من الملل هذه هي نفسنا الأمارة بالسوء 
وهذا ينطبق على جميع الأمور الخاصة بهذا النسق من الأفعال 
أما عملك في المؤسسة حاول القضاء فيه على الروتين من خلال ..السفر ..وتغيير الأجواء التي لاتمت لعملك بصلة 
فلا تجعل من نفسك سجنا قد تأسر فيها جميع قواك وأنت لديك المفتاح ...





لا تقلقك صغائر الأمور

غالبا ما نترك انفسنا نغمس في القلق بشأن امور لو فحصناها عن قرب لوجدنا انها ليست في واقع الأمر على هذه الدرجه من الضخامه .. اننا نركز على المشكلات والاهتمامات الصغيرة ونضخمها .. على سبيل المثال قد يقطع شخص ما الطريق امام سيارتنا وبدلا من عدم الاهتمام بهذا الامر نقنع انفسنا بأن هناك ما يبرر غضبنا وبعدها نتخيل وقوع مواجهة بيننا وبين هذا الشخص في مخيلتنا وربما يخبر الكثير منا شخصا اخر بهذه الحادثة في وقت لاحق بدلا من نسيانها ..

وبدلا من ذلك لماذا لا نترك هذا السائق الآخر كي يقع له هذا الحادث في مكان اخر بعيدا عنا ؟ حاول ان تنظر بعين العطف الى هذا الشخص وتذكر مدى الالم الذي يصيب الانسان وهو على مثل هذه العجلة الشديدة وبهذه الطريقة سيكون بمقدورنا الحفاظ على شعورنا بالارتياح وتجنب أخذ مشكلات الآخرين بصورة شخصية.

هناك العديد من الامثلة المشابهة عن صغائر الامور التي تحدث كل يوم في حياتنا سواء كان ذلك الوقوف في طابور او الاستماع الى نقد غير عادل او القيام بالجزء الاكبر من العمل .. ان تعلمنا عدم القلق بشأن صغائر الامور فسوف يكون له فوائده العظيمه فالكثيرون يستنفذون قدرا ضخما من طاقتهم في القلق بشأن صغائر الامور حتى انهم يبتعدون عن سحر وجمال الحياة .. وعندما تلتزم بالعمل على تحقيق هذا الهدف فسوف تجد ان لديك طاقة اكبر بكثير كي تصبح انسانا اكثر رقة وعطفا .يتبع...


التصالح مع العيوب


لم اصادف حتى الان هذا الشخص الذي يدعو الى الكمال المطلق ينعم في الوقت نفسه بحياة مليئة بالطمأنينة الداخليه .. ان الحاجه للوصول الى الكمال تتصادم مع الرغبة في تحقيق السكينة الداخلية ففي كل مرة نتعلق فيها بالحصول على شيء ما في صورة معينة افضل مما هي عليه حاليا فاننا نخوض غمار معركة خاسرة وبدلا من الشعور بالرضا والقبول تجاه ما نملك فاننا نركز على ماهو خطأ في شيء ما وحاجتنا لاصلاحه .. ان تركيزنا على ما هو خطأ يتضمن عدم رضانا وسخطنا ..

وسواء كان العيب يتعلق بنا مثل دولاب غير مرتب او خدش بالسيارة او انجاز غير كامل او بضعة ارطال نرغب في انقاصها .. او بعيوب غيرنا مثل مظهر شخص ما او سلوكه او الطريقة التي يسلكها في حياته فان مجرد التركيز على العيب يبعدنا عن هدفنا في ان نكون رقيقي القلب دمثي الخلق .. ان هذه الاستراتيجية لا تتعلق من قريب او بعيد بالتوقف عن بذل قصارى جهدك ولكن الافراط في التعلق والتركيز على عيوب الحياة .. انها تتعلق بأنه مع وجود طريقة افضل لانجاز الامور لا يعني ذلك انك تستطيع ان تستمتع وان تقدر الطريقة التي عليها الامور حاليا.

والحل هنا يتمثل في اخراج نفسك من غمار الانغماس في الاصرار على ان تكون الامور على غير ماهي عليه الان .. وذكر نفسك برفق بأن الحياة على ما يرام في وضعها الراهن ومع غياب حكمك على الامور فان كل شيء سيكون على ما يرام ومع البدء في التخلص من الحاجة للوصول الى درجة الكمال في كل جوانب حياتك سوف تبدأ في اكتشاف وجود الكمال في الحياة ذاتها.
من اهم الاساب التي تجعل العديد منا يمضون في تعجلهم وخوفهم وتنافسهم واستمرارهم في المضي بحياتهم على انها حالة طوارئ ضخمة هو خوفنا من انه لو اصبحنا اكثر وداعة وعطفا سوف نتوقف فجأة عن تحقيق اهدافنا وسوف نصبح كسالى وفاتري الشعور.

ان بامكانك القضاء على هذا الخوف بادراك ان العكس في واقع الحال هو الصحيح حيث ان التفكير بتخوف وذعر يستهلك قدرا ضخما من الطاقة ويستنفد القدرة على الابداع والقوة الدافعة لحياتنا .. فعندما تكون خائفا ومذعورا فانك تجرد نفسك من افضل قدراتك ناهيك عن كل ما يمتعك وكل نجاح تكون قد حققته فان تحقيقه يكون برغم وجود هذا الخوف وليس نتيجة له.يتبع...

0 التعليقات:

إرسال تعليق

صمم هذا القالب المدون فائد صاحب مدونة البساط | تم التصميم بإستخدام مصمم نماذج بلوجر ونفخر بتعاملنا مع بلوجر | جميع حقوق التصميم محفوظه كحقوق ملكيه فكريه.